سبتمبر 08، 2011

المطلب الثاني : ظهور دعاة التجديد أو " العصرانيون "



المطلب  الثاني
ظهور دعاة التجديد أو " العصرانيون "

( طلع علينا عدد من الكتاب خلال النـصـف الـثـانـي مـــن القرن العشرين، وتجمعوا تحت شعارات براقة مثل: الدعوة إلى " الفكر الديني المستنير " ، و" شـعـار الاستنارة " وطلعت علينا أسماء رنانة يحمل كل منهم لقب " المفكر الإسلامي الكبير " أو " الـمــؤرخ الإسـلامي الكبير " ونحـو ذلك.

 وقد أسهـم أعــــداء الأمة من المستشرقين والمنصّرين في تلميع هذه الأسماء أمام جـمـهــــرة المسلمين . وكان هذا التيار يمثل جبهة الاتجاهات الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، رافعاً شـعـار " الـتـجـديـد " أو " الاسـتـنـــارة " ، ويخفي حقيقة دعوته عن الأمة، والتي هي عند التمحيص ليست إلا وجهاً من وجوه " العلمانية" .) [1]

 و" العصرانية " ... حركة تجديد واسعة نشطت في داخل الأديان الكبرى : داخل اليهودية وداخل النصرانية وداخل الإسلام أيضاً " ، " والعصرانية في الدين هي أي وجهة نظر في الدين مبنية على الإعتقاد بأن التقدم العلمي ، والثقافة المعاصرة ، يستلزمان إعادة تأويل التعاليم الدينية التقليدية ، على ضوء المفاهيم الفلسفية والعلمية السائدة " [2]

  ويُلخّص أفكارهم الشيخ سفر الحوالي في نقاط  [3] :
  •  تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف والتأويل والسفسطة لكي يساير                    الحضارة الغربية فكراً وتطبيقاً.
  • إنكار السنة إنكاراً كلياً أو شبه كلي.
  •  التقريب بين الأديان والمذاهب ، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية
  •  تبديل العلوم المعيارية "أصول الفقه ، وأصول التفسير ، وأصول الحديث" تبديلاً تاماً ، وفرّعوا على ذلك إنكار الإجماع والاعتماد على الاستصحاب الواسع والمصالح المرسلة الواسعة – كما يسمونها – في استنباط الأحكام واعتبار الحدود تعزيزات وقتية.
 ( ولكتَّاب المدرسة العصرانية أقوال عحيبة حول  " تجديد أصول الفقه " مآلها الفصل بين الدين والدولة، ومحاولة تمييع العلوم المعيارية للوصول إلى الفوضى، والتمهيد لتطبيق القوانين الوضعية الغربية تحت مظلة الإسلام.

يقول الدكتور أحمد كمال أبو المجد: " والاجتهاد الذي نحتاج إليه اليوم ليس اجتهاداً في الفروع وحدها، وإنما هو اجتهاد في الأصول"  

ودعا الدكتور حسن الترابي إلى تطوير أصول الفقه، للوفاء بحاجات المسلمين المعاصرة فقال: "إن علم الأصول التقليدي لم يعد مناسباً للوفاء بحاجتنا المعاصرة حق الوفاء؛ لأنه مطبوع  بأثر الظروف التاريخية التي نشأ فيها " .
و يقول أيضاً : "الاجتهاد مثل الجهاد، وينبغي أن يكون منه لكل مسلم نصيب" ، ويضيف قائلاً : "واتسم فقهنا التقليدي بأنه فقه لا شعبي، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً" )  [4]
  •   الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد وإنما ترك ذلك لرأي الأمة ، بل وسعوا هذا فأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطور العصور وجعلوا مصدرها الاستحسان والمصالح الواسعة.
  •   تتبع الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة والرخص واتخاذها أصولاً كلية. وهم مع اتفاقهم على هذه الأصول في الجملة تختلف آراؤهم في التطبيقات ، وبعضهم قد يحصر بحثه وهمه في بعضها ، وهذا الاتجاه على أية حال لا ضابط له ولا منهج ، وهدفه هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد ، وإنتاجه الفكري نجده في مجلة المسلم المعاصر ، ومجلة العربي ، وكتابات حسن الترابي ، ومحمد عمارة ، ومحمد فتحي عثمان ، وعبد الله العلايلي ، وفهمي هويدي ، وعبد الحميد متولي ، وعبد العزيز كامل ، وكمال أبو المجد ، وحسن حنفي ، وماهر حتحوت ، ووحيد الدين خان. وإنما رأيت ضرورة التنبيه عنهم لخطورتهم واستتار أمرهم عن كثير من المخلصين .
***



انظر المدرسة العصرانية مفهومها ونشأتها.. خصائصها ومزاعمها ... محمد حامد الناصر   [1]
2] انظر كتاب العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب ... محمد حامد الناصر    ]
 ظاهرة الإرجاء صفحة 85 -86 للشيخ سفر الحوالي   [3]
كتاب العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب ... محمد حامد الناصر  [4]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق