ديسمبر 30، 2011

بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ



أهدي هذه الأبيات ..

...  لكل من دافع عن الحَّقِ فهُوجِمْ   
...  لكل من حاول أن يُناقش بعقلهِ فصُدِمْ
... لكل من صَمَتَ وأعرض فطُعِن به
  
                                                
 أعتذر للشعر فقلمي على ساحته دخيل .. ولكنها كلمات خرجت من عقلي وقلبي وتسللت لقلمي فصار لزاماً على أن أسطرها.


  صَمَتُّ فَظَنُّوا الصَمْتَ عَجْزَا ... فَلْيَقُلِ المَرْءُ خَيْراً أو لِيَصْمُتَا

  صَمَتُّ فَفَتَحُوا البَابَ شُرَّعَا ... لِكُلِّ جَاهِلٍ مُنْحَطٍ لِيَكْتُبَا

  عَابُوا مَحَامِدِي والعَيْبُ شِيمَتُهُمْ ... وكُلُّ إِنَاءٍ بِما فِيه يَنْضَحَا

  إِثْمِي وجُرْمِي أَنَّني قُلْتُ لَهُمْ ... لا تَضْحَكُوا فَالشَّعْبُ يُذْبَحَا

  لا تَضْحَكُوا فَالقَلْبُ يَعْتَصِرْ ... خَرْقُ الشَّهَامَةِ أَنَّ المَرْءَ يَمْرَحَا

  فَتَهَارَجُوا وتَمَارَجُوا في غِيهِّمْ ... وقَالُوا تَبّاً لِمَنْ كَانَ عَنِ الحَّقِ يَنْفَحَا

  لَوْ نَاقَشُوا بِعُقُولِهِمْ وقُلُوبِهْمْ ... ولَكِنْ أَبَتِ الأَقْدَامُ إِلَّا أَنْ تَتَبَجَّحَا

  هَتَكُوا قَرَابَتِي بِلِسَانِهِمْ    ...  وجَلَسُواعَلَى تَلِّهِمْ والكُّلُ يَفْرَحَا

      فَرِحُوا بِتَوْبَةِ مَنِ لَمْ يَعْتَذِرْعَنْ ... سَفَالَتِهِ ومَعَ السَّفَالَةِ مَا الذِّي يَنْفَعَا

      لَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدِ البَاغِي ... ولِم يُوْجَدْ مَنْ عَنْ العِرْضِ يَدْفَعَا

 خَنَسُوا عَنْ قَوْلِ الحَقِّ كُلِّهِمُ ... ونَسُوا أَنَّ لِلْأَيَّامِ مَطْلِعَا

إِلَّا القَلِيلَ مِنْ ذَوِي المُرُوءَاتِ ... فَأَصَابَتْهُمْ شَظَايَاهُمْ مِنْ كُلِّ مَدْفَعَا

ضَنُّوا عَلَى سَلِيلَةَ المَجْدِ كَلِمَةً ... وشَكَّكُوا واللهُ بِالغَيْبِ أَطْلَعَا

تَخَافَتَ صَوْتُ الأُسْدِ في سَاحَاتِهِمْ ... فَتَجَاسَرُوا عَلَى مَنْ عَبْرَ المُحِيطِ تَقْبَعَا 
        
اخْنَسُوا فَالخَنْسُ أَصْبَحَ شِيمَةً ... وحِينَ تَزْأَرُ الأُسْدُ بالحَقِّ فَالكُلُّ يَخْنَعَا

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فَتِلْكَ سَمْرَةٌ ... ومَنْ يُعِادِيهَا فَبِالشَّقَاوَةِ يَقْنَعَا

تِلْكَ الصَّفِيَّةُ النَّقِيَّةُ الطَّاهِرَةْ ... تِلْكَ ابْنَةُ عَائِشْ في الآفَاقِ صِيتُهَا يَسْطَعَا

ظَنُّوا بِأَنَّ عُصْبَتَهُمْ تُفِيدُهُمْ .... ومَا العُصْبَةُ يَوْمَ الدِّينِ تَنْفَعَا

فَمَا يَنْفَعُ المَرْءُ إِلاَّ قَوْلُهُ ... ولَيْسَ مَنْ قَالَ كَانَ أَبِي يَنْفَعَا

فَإِنِّي قَدْ فَوَّضْتُ أَمْرِي لِمَنْ ... عَلَى عَرْشِ الأَرْضِ والسَّمَوَاتِ يَسْمَعَا

.. بقلم حُرّة

ديسمبر 27، 2011

من كُلِّ قلبي ... أعتذر




أعتذر لكِ أُمَّتي .. فلا أمْلِكُ سوى الإعتذار

أعتذرُ لأبناءِكِ .. وكُلِّي خَجَلٌ وانْكِسَار

أعتذر لآهاتِ ثَكْلاكِ

أعتذر لآلامِ جَرْحَاكِ

أعتذر للمآذِنِ المُهَدَّمَة

أعتذر لصفحاتِ المُصْحَفِ المُحَرَّقة

أعتذر للأمويِّ المُدَنَّسِ بأحقادٍ مُأجَّجَة

أعتذر لِقِلًّةِ حيلتي وتَقْصيري وضَعْفي .. أمام عَزْمُكِ ووفاءُكِ وقُوَّتُكِ

أعتذر إذْ لا أمْلِكُ إلا لساني وقلمي .. وماذا هو فاعلٌ اللسان

وَصَمُوكِ وأنت شَامَة .. عَيَّروكِ وأنت هامة

عيروك بشبابِكِ وهم كِبارْ .. يا ليْتَكِ عُيِّرْتِ بالذي هو عار

اعتقلوا أولادَكِ فاحْتَسَبْتي .. وقَتَّلوا صِغارَكِ فحمدتي

قصفوا مُدُنَكِ فكَبَّرتي .. هتكوا أعراضَكِ فحوقلتي

لمْ ولنْ يُثْنيكِ عن عزمَكِ .. إلا الإنتصار

كيف لا وقدْ رَفَعْتِ كَفَّيْكِ .. للواحِدِ القَهَّار

فلنْ يخْذُلْكِ ما دُمْتي قد ناديتي .. " اللهُ أكبر على الفُجّارْ"

لِكُلِّ هذا أعتذرْ ... ولا أمْلِكُ سِوَى الإعتذار

فمِنْ كُلِّ قلبي أعتذرْ ... ولا يسعني إلا الإعتذار

سأَرْبِطُ لساني بقلمي ... مهما حاولوا منعي

وأقولُ الحقَّ حتى ...  ولو على قَطْعِ لِساني

كُلُّ هذا كي أعتذر .,. عَلَّكِ تَقْبَلين الإعتذار



بقلم حُرّة

ديسمبر 24، 2011

?? Why Selling Your Brain


As Mark Antony in William Shakespeare’s Julius Caesar said:

” Friends, Romans, countrymen, lend me your ears.”

I say: “Friends, Family, Society, lend me your BRAINS.”

Most of the time the truth is so bright and clear that it does not need explanations or evidence to prove it rather people do not see it not because their vision is obstructed but because they have lent their BRAINS or have cheaply sold it to someone else to play with it, manipulate it think and fabricate the truth on their behalf.

Those kinds of people fall in three categories. The first kind is the Benefit-er, who is advantaged financially, socially or occupationally from lending his Brains. The second type is the Dumb, who lends his Brains because he does not know any better. The third kind is the Stupid, who knows better and does it anyway.

My problem is not with the first two types but with the third one. He knows better and does not benefit in any possible way but goes ahead and gives his brains and intellectualism FREELY away and in the process gives his dignity and humanity away.

I have been thinking about the third type for some time to try to come out with an explanation or a reason to why he acts the way he does .. and still could not find the answer.

So, as long as those kind of people exist in any society rest assure Politicians and Media Channels who manipulate and distort the truth and keep on degrading and humiliating our brains would still exist.

أكتوبر 21، 2011

أعلامٌ في أمة .. وأمةٌ في أعلام

   الثورة السورية على مُفترق طرق



وقف هو ومن تبقى معه من أصحابه يتلقون الضربة تلو الضربة بعد أن قُتِل منهم الكثير وانفض من حوله أكثر ممن غرتهم الدنيا .. وتُهدّمت الأبنية من حولهم جراء القصف العشوائي الغاشم على مدينتهم من قبل كتائب المعتدين .. محاصرين ، متعبين أنهكهم الجوع والعطش بعد أن مُنِع عنهم الطعام والماء فباتوا يشربون من بئرهم القريب .

 بات ليلته حزينا مهموما حتى ولداه تركاه خوفاً من التنكيل بهما وانضما للمعسكر المعتدي.
دخل على أمه يتلمس حكمتها ويستشيرها في قبول الحوار المعروض عليه و .....

مهــــــــــــــــــــــلاً ... إن المشهد السابق ليس في تلبيسة أو الرستن ولا في الخالدية أو درعا أو ساحة العاصي قبيل رمضان الماضي ، وبطلنا ليس أحد الثوار السوريين ، والحوار المطروح ليس بين النظام الأسدي وأحد الثوار المعارضين .. ولكن لنرجع قليلاً بالزمن .. لمشهد مُشابه في المُلابسات ، مختلف في الزمان والمكان.

الزمان : سنة ثلاث وسبعين للهجرة
االمكان : مكة المكرمة .. خير بقاع الأرض
هو : عبدالله بن الزبير .. أمير المؤمنين الخليفة الثامن ، ابن حواري النبي صلى الله عليه وسلم
البئر القريبة : بئر زمزم
آلة القصف : المنجنيق
البناء المتهدم : الكعبة المشرفة .. بيت الله الحرام
الكتائب المعتدية : جيش الحجاج بن يوسف الثقفي .. عامل عبدالملك بن مروان
ولداه : حمزة و خبيب ابنا عبدالله بن الزبير
أمه : أسماء بنت أبي بكر الصديق .. ذات النطاقين

.. بعد أن حاصر الحجاجَ عبدالله ابن الزبير أمير المؤمنين والخليفة الشرعي الثامن ، في الحرم قريباً مِن سَبعَةِ أشهُر يَرميهِ بالمنجنيق ويقصف الكعبة حتى تهدّم بعض أجزاءها وتَفَرَّقَ عَنه ما يفوق العشرة آلاف رجل حتى ولداه حمزة وخبيب ... دخل عبدُالله على أُمِّه  يلُفُه الحزن والأسى لتخاذل الناس عن نُصرته وهو صاحب الحق، قائلاً :
" يا أمُّاه .. قد خذلني الناس حتى ولداي وأهلي ، ولَم يبقَ معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر مِن صَبر ساعة والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا؛ فما رأيك؟ (يقصد أن بني أمية يساومونه على أن يترك لهم الأمر ويوفرون له ما أراد مِن أمر الدنيا).

فأجابته ذات النطاقين  رضي الله عنها بكلمتها الشهيرة التي تجاوزت أفاق الزمان والمكان ، كلمة سُطرت في تاريخ العزة والكرامة لتكون نبراسا ونورا يُهتدى بها في أحلك الأوقات ظلمةً وأشد المواقف حيرة فقالت له  :

" يا بُنَي .. أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك ، إنْ كُنتَ تَعلَمُ أنّكَ على حَقٍّ وإليه تدعو فامضِ لَه فقد قُتِلَ عليه أصحابُك (ولا تُمَكِّن مِن رقبتكَ فيتلاعُبُ برأسِكَ غِلمانُ بَني أمية)
وإنْ كُنتَ إنّما أرَدتَ الدُّنيا فَبِئسَ العَبدُ أنتْ ، أهلَكتَ نَفسَكَ ومَن قُتِلَ مَعَك ، وإن كُنتُ على حقّ فما وهن الدين ،  وإنْ قُلتَ : كُنتُ على الحقّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابي ضَعفتُ فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُك في الدنيا؟ القتلُ أحسن!

 فقال عبدُالله يا أماه ، أخافُ إنْ قَتَلني أهلُ الشامِ أنْ يُمَثِّلوا بي ويَصلِبوني.
عندها قالت أسماءُ قولَتَها المشهورة : يا بُني لا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ ذَبحِها، فامضِ على بَصيرَتِكَ واستعن بالله.

فقال لها : هذا رأيي الذي قُمتُ به داعياً إلى يومي هذا، ما رَكَنتُ إلى الدُّنيا وما أحبَبتُ الحياةَ فيها وما دعاني إلى الخروجِ على القومِ إلا الغضبُ للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه ولكني أحبَبتُ أنْ أعلمَ رأيَكِ فقد زِدتِني بصيرة فانظُري يا أماه فإني مَقتولٌ في يومي هذا فلا يَشتَدَّنَّ حُزنُكِ وأنَشدَ يقول :
أسماءُ إنْ قُتِلتُ لا تَبكِني - لَم يَبقَ إلا حِسّي وديني - وصارِمٌ صالَبَتهُ يمني.

 ثم قالت له: إني لأرجو أنْ يكونَ عزائي فيكَ جميلاً، إنْ تقدَّمتَني احتَسَبتُكَ وإنْ ظَفِرتَ سُررتُ بِظُفركَ، اخرُج حتى أنظرَ إلامَ يَصيرُ أمرُكَ.

وتَرَكها وباتَ يُصلّي لَيلَته حتى أذَّن الفجر فصلى وحَرَّضَ أصحابَهُ على القتال فحملوا معه على قِلَّةِ عَددِهم فجاءته آجرة (لبنة من الطوب) فأصابَتُه في وَجهِهِ فارتعدَ لها وأدرَكَ أنَّها النهاية. فلمّا أحسَّ سُخونَة الدمِ على وجهِه وصدرِه قال : ولسنا على الأعقابِ تَدمى كُلومنا - ولكن على أقدامِنا يَقطُر الدّما (أي أننا نواجه الموتَ ولا نهرب خوفا). ثُمَّ سقطَ على الأرضِ فأسرعوا إليه فقتلوه، وعَلِمَ الحجاجُ فَخَرَّ ساجداً وحَزَّ رأسَهُ وأرسلها إلى عبد الملك بن مروان وصُلِبَ جَسَدُه.

قد يتساءل القارئ .. ما الهدف أو الفائدة المرجوة من سرد هذه القصة التاريخية فيما من المفترض أن يكون الحديث عن الثورة السورية   وتأتي الإجابة مسرعة بأن تاريخنا الإسلامي العريق كفانا مؤنة التخبط والوقوع في الحيرة عندما يشتد الخَطْب ، وإن الدارس لكتابنا ومنهاجنا القويم القرآن الكريم ليجد أنه يحثنا على التأمل في قصص من كان قبلنا لاستخلاص العبر واستلهام الطريق لأن من سنن الله الكونية أن يعيد التاريخ نفسه وتتشابه الأحداث والمواقف.
يُخبرنا الله عز وجل بأهمية استخلاص العِبر من القصص بقوله:} لَقَدْ كَان يُؤْمِنُونَ  {
ويوصينا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى بأهمية الإسترشاد بسنته العملية وسنة أصحابه بقوله : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ".

فلنتأمل ذلك الحوار التاريخي في محاولة لاستلهام العبر والإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر؟ العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع ال لاستلهام  العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر. لاستلهام  العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر.
لقد بدأت أسماء بنت أبي بكر الصديق حوارها مع ابنها بـــ  أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك  
وقد كانت تعلم بما أوتيت من علم وهي التي تربّت في كنف النبوة أن عبدالله الخليفة الشرعي على حق في مقاومته للحجاج وصموده أمام جيشه المعتدي ولكنها آثرت أن تحيل الجواب عليه بــ " أنت أعلم بنفسك " كي توقظ في حسه مراجعة نفسه وتجديد نيته لله ، فالعمل لا يصعد إلى الله إلا بجناحي الإخلاص(وهذا منبعه النية) والصواب (أي على مُراد الله) وأرادت أن تسمع جوابه وذلك لأن تبعات هذا الجواب والمواقف التي تنبثق عنه يقع عاتق تحملها عليه وحده.

ولقد كان سؤال عبدالله بن الزبير أمه استئناساً برأيها وتوديعاً لها .. فهو على ثقةٍ تامةٍ ويقينٍ أنه على الحق وأنه إليه يدعو ، وأنه ما قام مدافعاً عن الحق لدنيا يصيبها أو لمركز يتقلده بل ما خرجِ على القومِ إلا لغضبه للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه .. ولم يكن ليتخلى عن حقه الشرعي بسبب تكالب المعتدي عليه ، ولا لتخاذل الناس له وانفضاضهم من حوله ولا لتقصيرهم عن نصرته .. لقد كان ابن الزبير قادر وهو الخليفة الشرعي أن يستعين بامبراطور الروم ويستنصره على عبدالملك بن مروان ولو طلب منه لأعانه ، ولكنه لم يفعل لأنه من قام لله يبتغي وجهه لا يطلب العون من سواه .. لقد صمد عبدالله ابن الزبير وقاتل ونافح عن حقه وهو يغلب عليه الظن أنه ميت لا محالة ، ولكنه قراره الذي اتخذه وموقفه الذي ثبت عليه لآخر قطره من دمه ، فهو الحر صاحب الدين الذي قال : " ولسنا على الأعقابِ تَدمى كُلومنا - ولكن على أقدامِنا يَقطُر الدّما "  

السؤال الذي يطرح نفسه .. هــــل خسر ابن الزبير بصموده وبمقاومته وبمقتله ؟؟  

لا والله .. لقد فـــــاز ورب الكعبة  .. لقد مات عبدالله ابن الزبير وحُزّت رأسه وصُلِب وسيظل التاريخ يذكره ويُعلي من شأنه كـــ "عــلم ٍ" صاحب الحق  الذي أخلص عمله لله فمات مدافعاً عن حقه فنال بإذن الله أعظم شرف .. جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقيين.

 وفي الجانب الآخر .. انتصر جلاده الحجاج بن يوسف الثقفي انتصاراً آنياً وتوج انتصاره بصلبه .. لكنه خسر وربُّ الكعبة .. وسيظل التاريح يذكره على أنه الظالم المعتدي الذي أراد بعمله الدنيا وسعى لها سعيهاا من طغيان وبطش وتنكيل .. فحسبه في الآخرة عذاب من الله عظيم.


 فالمعادلة في الإسلام للمدافع عن الحق سهلة لا لبس فيها .. إما النصـــر أو الشـــهـــادة.


لنحمل هذه القاعدة الذهبية ونحلق بها عالياً إلى سماء أخرى وزمن مختلف ..

الزمان : زمن الربيع العربي 2011
المكان : درعا ، حماة ، حمص ، دير الزور ، اللاذقية ، حرستا و...  التي ذكرها رسولنا الكريم فقال :"  يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام  ... تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام  " 
هم : الشعب السوري الأبي .. الذين قال فيهم خير البرية صلى الله عليه وسلم :"  إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم  "
آلة القصف : المدافع والدبابات والبارجات البحرية والطائرات
البناء المتهدم : المساجد والمنازل والمستشفيات و.. و..
الكتائب المعتدية : الأمن والشبيحة والجيش  .. عبيد بشار الأسد ونظامه الطائفي الظالم


.. لقد ثاروا بالملايين والغضب العارم يلُفُّهُم على كرامة قد هُدِرت وإنسانية قد نُحِرت وحرية قد سُلِبت ، وخرجوا نُصرةً لشباب قد قُتِّلت ونساء قد اغتُصِبت وأطفال قد يُتِّمت ، وانتفضوا دفاعاً عن شيوخ قد أُهينت  ومصاحف قد مُزِّقت ومآذن قد هُدِّمت .

وُصِفوا بالجراثيم والمخربين والمندسين والسلفيين والمسلحين والمتآمرين فلم يُثنيهم ذلك عن عزمهم شيئا.
   
حوصروا داخل مُدنهم وقُطِع عنهم الطعام والماء، جُرِحوا فمُنِع عنهم الدواء ، قُصِفوا بالمدافع والدبابات فتهدّم عليهم البناء ، قُتِلوا وتناثرت أشلاءهم فسُرِقت جثثهم وحتى الدفن لم يجدوا سلوى وعزاء.

 واجهوا أعتى آلات القمع والتنكيل والتقتيل بصدور عارية فأذهلوا العالم أجمع بشجاعتهم واستبسالهم ، رفعوا راية السلمية بوعى لا مُتناهي فوقف الداني والقاصي مشدوهاً بحكمتهم.

رفعوا رايــــات العزة والكرامة فضربوا المثل في التجرد والإخلاص عندما أعلنوا :" لا للسلطة ولا للجاه .. هي لله هي لله"

وكسروا جدار الخوف والهوان وقتما صدحوا : " المــــــوت ولا المـــــــذلة "

وسجلوا أروع الأمثلة في  التوكل حينما نادوا وأصواتهم تشق عنان السماء :"  مـــا لنــــا غيــــرك يا الله "

وهزوا عرش الطاغية وزلزلوا العالم بعدما أكدوا :" لن نــــــركع إلا لله "

ولقد نصرهم ربهم بأن ردهم إليه رداً جميلاً بعد أن كانوا قد ابتعدوا عن منهجه ، وبقتله الخوف في نفوسهم ، وبتثبيتهم وتوحيدهم فجمعهم على قلب رجل واحد يقول تعالى :  }لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{

ولكن .. وبعد مضي الوقت حدث شيء ما أفسد عليهم نقاء ثورتهم ، ففترت الهمم وملت النفوس فركنوا بمطالبهم للأمم المتحدة والمتفرقة بعد أن كان مالنا غيرك يا الله ، وطالبوا بالحمابة الدولية بعد أن كانوا يطالبون بالحمابة الإلهية ، واستعجلوا بالاعتراف بمجلس لا يُمثل توجهاتهم ولا فكرهم ويعارض مطالبهم وطفق أعضائه يتنازعون على السلطة والجاه بعد أن كانت هي لله هي لله ، وارتضوا مناشدة العالم واستجداء عطفه وهم يرون الحادثة تلو الأخرى التي تؤكد تخاذل العالم عنهم واحجامه عن نصرتهم بل وتآمره عليه. 

يقول الهادي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه ، و ليستق من غدره ، فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام و أهله  ".


إن الذي أخبر عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه " يتكفل بالشام وأهله " ليس الجامعة العربية .. ولا الأمم المتحدة .. ولا الناتو .. ولا الحماية الدولية .. إن الذي يتكفل " بالشام وأهله " هو الله .. ملك الملوك  .. هو الرب القادر المتصرف في شؤون عباده  الذي يقول للشيئ كُن فيكون ، فيقدم النصر حيناً ويُأخره حيناً لحكمة لا يعلمها غيره ، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.



ليعلم الشعب السوري المنتفض أنه يقف اليوم بثورته على مفترق طرق .. وأن مصيره تقرره مواقفه.

         استرشد الغربُ بالماضي فأرشده       ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه

 إن التاريخ يدعو الشعب السوري ويستحثه أن يستلهم قراره من ماضيه المجيد ومن مواقف أعلام الأمة كابن الزبير وأمه أسماء ذات النطاقين رضي الله عنهما  واسألوا أنفسكم ما سألته أسماء بنت الصديق :

إنْ كُنتَم تَعلَمُون أنّكَم على حَقٍّ وإليه تدعون فامضوا لَه واستمروا فقد قُتِلَ عليه أصحابُكم


وإنْ كُنتَم إنّما أرَدتَم الدُّنيا فَبِئسَ العَبيدُ أنتْم ، أهلَكتَم أنَفسَكَم ومَن قُتِلَ مَعَكم فتوقفوا وارجعوا لبيوتكم

 وإنْ قُلتَم : كُنا على الحقّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابنا ضَعفنا فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُكم في الدنيا؟ القتلُ أحسن!

فالقاعدة الذهبية أننا إن كنا على الحق وإليه ندعو فإما النصر أو الشهادة .. فنحن لسنا مُطالبين بالنتائج فهي على الله ، ولكن يُحاسبنا الله على نوايانا وعلى أعمالنا.



واسألوا أنفسكم .. هـــل خسر حمزة الخطيب وهاجر ؟؟
هـــل خسرت فاطمة كريم ؟؟
هــل خسر غياث مطر وإبراهيم القاشوش ؟؟  

لا ورب الكعبة ربحوا البيعة ... وسيظل التاريخ يذكرهم وتسطع أسماءهم كــ " أعلام " في تاريخ أمتنا وفي كتاب ثورتكم المباركة.

ولا تتخذوا الإثخان في القتل والبكاء على الأموات مطية للتخاذل أو الإنحراف عن المسار الحق بطلب العون من غير الله والإعتماد على سواه ، فالقتلى لاحزن عليهم فقد قضوا ونحسبهم شهداء و أحياء عند ربهم يُرزقون ، أما الخوف كل الخوف على الأحياء أن تزل قدمهم  ويخطؤوا في خياراتهم فيضلوا السبيل.
  
واعلموا أن الأمة الإسلامية بأكملها تتطلع إليكم  وتأمل في نجاح ثورتكم .. فقد أيقظتها حرارة هتافاتكم ، وبدأ الدم يتدفق في أوصالها بأول قطرة أُهرقت في حواريكم ، وانتعش قلبها وبدأ ينبض من جديد بحماسة حراككم .. فلا تقتلوا الأمل فيها بطلبكم العزة بغير الله فتذلوا وتذهب ريحكم.

أنتم الآن على مفترق الطريق ... فانظروا في أنفسكم ، جددوا نواياكم وأصلحوها خالصة لله ، واختاروا طريقكم واعلموا أن الحياة مواقف .. والمواقف هي التي تصنع الأًعْلام.

               كلمة أقولها .. لله ثم للتاريخ     
                                          .. بقلم حُرّة






سبتمبر 27، 2011

كــسر القــيد




في خصم الأجواء التي تشهدها المنطقة والثورات المتلاحقة التي ما تكاد إحداها تهدأ وتقف لتلتقط أنفاسها حتى تنهض أختها وتستلم المشعل منها وتمضي بخطى أسرع لتحقيق قدرها ، ووسط هده الأحداث المتلاطمة والمتسارعة وجب على العقلاء من أبناء أمتنا التريث والوقوف لحظة لإلتقاط الأنفاس والتفكر وإمعان النظر فيما تمثله هذه الثورات والغايات المنشودة منها و آثارها على الفرد والمجتمع.

عندما تُذكر كلمة ثورة ترتسم في الأذهان تلقائياً صورة لمتظاهرين مفعمين بالشباب والحيوية والشجاعة ، يرفعون لافتات تسطر مطالبهم ، يُلوحون بأيديهم في تحدٍ صارخ لقوى الإستبداد ، يصدعون بأعلى أصواتهم ويصرخون ملئ حناجرهم ثورة .. ثورة .. ثورة ، لا شيئ يثنيهم عن عزائمهم إلا الموت أو النصر.

ولكن بعد أن تهدأ الصورة وتستقر يتبادر إلى الذهن جملة من الأسئلة تطرح نفسها وتُلِح في طلب الإجابة ... ما هي أهداف ومطالب هذه الثورة أو تلك ؟

هل يكون بإسقاط هذا النظام أو ذاك تحققت جل مطالب المتظاهرين؟

 هل بمجرد تغيير نظام سياسي واستبداله بآخر تكون ثوراتهم قد انتصرت؟ 


قبل محاولة البدء في الإجابة عن تلك التساؤلات لا بد من تعريف معنى الثورة.
الثورة في اللغة .. هي التمرد والعصيان على نظام أو تعسف أو ظلم أو فساد .. هي الإندفاع العنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية والإجتماعية والفكرية تغييراً أساسياً .. وهي أيضا الخروج من الأوضاع الراهنة سواء إلى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم.
   

إن مما لا شك فيه أن التغيير لوضع أسوأ مما هو قائم هو السَّفَهْ بعينه .. وعلى هذا لا يختلف العقلاء على أن المطلوب هو التمرد على الوضع الراهن والتطلع نحو تغيير أفضل لا يشمل الجانب السياسي فقط بل يتعداه لكافة مناحي الحياة الدينية والأخلاقية ، الثقافية والإجتماعية ، التربوية والتعليمية.  
باختصار شديد المطلوب هو ... إعادة بناء الفرد على قواعد سليمة ومتينة وإعداده لتحمل العبئ الثقيل الملقى على عاتقه ألا وهو ... بناء المجتمع.

ولكن قبل الحديث عن بناء الفرد يجب أن نفطن للحقيقة المُرّة التي نعيشها وهي أن  الأنظمة القمعية التي ملكت شعوبها شرقاً وغرباً خلال العقود المنصرمة أجمعت على هدف موحد ألا وهو سلب الفرد إستقلاليته ... من خلال سلبه حرية التفكير.

 وقد نجحت تلك الأنظمة التعسفية نجاحاً باهراً في تحقيق مخططها عن طريق تجميد عقل الفرد وقولبته داخل قوالب مُعدّة مُسبقاً تخدم مصالحها وتحقق أهدافها وتلائم توجهاتها ، وعمدت إلى إلغاء العقل الفردي واستبداله بعقل جماعي يُفكر ككُل ، يتعلم ككُل ، يُحب ككُل ، يكره ككُل ، دون ما الحاجة لعناء التفكير فالقادة ومثقفيهم يُفكرون عنه، وإعلامهم وأفلامهم تُوجهه ، ومناهجهم وكتبهم تُثقّفُه ، وأزياءهم وصرعاتهم تتحكم في أهواءه. وأصبحت الشعوب تتحرك كالآلات وتُساق كالقطيع يُقال لها شنهقي .. فتُشَنْهِق ، اقفزي فتسأل لأي مدى؟؟

واطمأنت حكومات التنوير بعد أن وضعت عقل ذلك الفرد المسكين داخل صندوق القولبة وأوصدت عليه الأقفال ، فسُلِبته إستقلاليته بعد أن أضحى عاجزاً على التفكير خارج نطاق جدران صندوقه.

والويل كل الويل لمن حاول الخروج عن دائرة التفكير المسموح به لفلك فضاء التفكير الواسع بالتمرد على عادات و تقاليد ذلك الصندوق اللعين أو محاولة كسر قيده فذلك من أعظم الكبائر وأفظع المحرمات تحت ظل تلك الأنظمة وجريمة لا تُغتفر يُوصف مرتكبُها بالهرطقة في قواميس المستبدين يستحق عليها أقصى العقوبات.
 
ولكي نُدرك سر تلك الحرب الشعواء التي شنتها أنظمة الضلال والفساد على ذلك العقل المسكين وجب تعريف الإستقلالية لغوياُ.

إن الإستقلالية ... هي قدرة الفرد على اتخاذ قرارات نابعة عن خياراته بدون الخضوع لأي مؤثرات أو ضغوط خارجية.
فباستقلاليته ...  يُطلق الفرد العنان لعقله للتفكر والتأمل
وباستقلاليته ... يُميِّز الفرد بين الخير والشر وبين الحق والباطل
وباستقلاليته ... يختار الفرد طريقه بإرادته الذاتية ويتحمل مسؤولية إختياره
وباستقلاليته ... يُحب الفرد ويُبغض فيوالي من أحب ويُعادي من كره وفقاً لمنهجاً  مضبوطاً بعيداً عن الأهواء
وباستقلاليته وبوضوح رؤيته يري الفساد فيميزه ويُنكره فيُغيره، ويُبْصر ما ينفعه فيسعى إليه وينطلق بذلك إلى عالم الإبداع الواسع يضع بصمته المميزة غير مُكترث بالقوالب السابقة الإعداد.

لقد كرم الخالق تبارك وتعالى الفرد حينما منحه العقل وجعله مناط التكليف وحاكاه بـــ "أفَلا تَتفَكّرون"  و "أفَلا تَعْقِلون" و" أَفَلا تُبْصِرُونَ " فحثه على التأمل والتفكر بحرية وصفاء بعيدا عن أي ضغوط فبقاعدة "لا إِكْرَاه فِي الدِّين قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِ" ترك المولى للفرد حرية الإختيار واتخاذ قراره المصيري وتحَمُّلْ تبعات قراره بقوله: "فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن ومن شَاء فَلْيَكْفُر" .. وإذا كان الفرد غير مُجْبَرٌ على اتباع شرع خالقه أفأنتم تُكرهونه على ما هو دون ذلك ؟؟؟ أو بعد هذا التكريم الرباني للفرد يستسلم للفساد والإستبداد بتخليه عن حقه الإلهي في ملكية عقله واستقلاليته ؟؟؟

إن الثورات الحقيقية التي يعقُبها التغيير الجاد والمؤثر هي التي تنتج من المعاناة والقهر لشعوبها وإن التكلفة الباهظة الذي تدفعها الشعوب ثمناً لثوراتها من قتل وتعذيب وتشريد ودمار وإن آهات المعتقلين وحسرات اليتامى ودموع الأمهات ودماء الشهداء الزكية التي سالت في ساحات الحريات تنادينا بل وتستصرخنا ألا نضيع معاناتهم وتضحياتهم هباءا بتغافلنا أو تخلينا عن أعتى أداة للإصلاح والتغيير .. ألا وهي ... الإستقلالية.

وحتى تُؤتي الثورة أُكُلها ونبدأ في جني ثمارها .. لا بد من كسر الأغلال والقيود وتحرير العقول لإسترداد حرية التفكير خارج حدود ذاك الصندوق اللعين .. وفي تلك اللحظة فقط نتمكن من إسترداد إستقلاليتنا .. وحينئذ نستيطع أن نحتفل و نعلنها على الملأ ... أن قد بدأت مرحلة التغيير وأن ... ثوراتنا قد انتصرت.

لقد أحببت أن تكون "كسر القيد" مقدمة لسلسة من المقالات في عدة مجالات سياسية ، تربوية ، تعليمية ، إجتماعية ودينية ...  أعتزم فيها بعون الله محاولة خوض  غمار مفاهيم ينبغي تصحيحها ومسائل لابد من تأصيلها ، وأطرح جملة من الأفكار خارج نطاق الصندوق الضيق وبعيداً عن القوالب العقلية الجاهزة.   

سبتمبر 15، 2011

نخــــــــوات العشائر ... اليوم مدعاة فُرقـــة أم أداة عصـــمة ؟؟؟


مما هو متعارف عليه أن لكل قبيلة أو عشيرة نخوة خاصة بها تثير هممها وتشخذ عزائمها عند احتدام المعركة وعندما يعلو لهيبها دفاعا عن مضارب القبيلة والعشيرة ، إذكاءاً لحماسة أبطالها واستثارةً للنخوة الكامنة في النفوس لتحمل الأعباء ، كقول بعض القبائل  " ابشروا أنا أخو هدلة" ، " حنّا أخوة صبحة" أو "أنا أخو وضحة".

لقد كرم الله أهل جزيرة العرب إذ أخرج رسالته فيهم وبعث فيهم نبيه الهادي الأمين فانتشلهم من براثن الفرقة والاقتتال فيما بينهم وعلمهم ووحدهم ورباهم حتى تمكنت العقيدة من نفوسهم فانبثق من أرضهم نور الإيمان وتطايرت آثارهم في الآفاق شرقا وغربا تملأ الأرض عدلاً وسلاماً بعد أن كانوا أدوات في ساحة تجاذب إمبراطوريتي الفرس والروم.

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :"ويل للعرب من شرٍ قد اقترب" .. وأيُّ شر أنكى  وأفظع من إحتلال الدولة الصفوية بأحقادها التاريخية لدولة بني أمية.

يا عشائر سوريا والعرب  ... إن الإرث التاريخي والوطني الذي تحملونه على عاتقكم يُحتم عليكم  ويستصرخُكم  كي تنهضوا وتعودوا لقيادة المسيرة لتوحيد صف سوريا ثم الأمة ، فالعشائر بتركيبتها الإجتماعية وتقاليدها وأعرافها وقيمها وبنيتها التنظيمية وانصياعها لقياداتها تجعلها الوحيدة القادرة على قيادة المسيرة وسط مجتمع تربي خلال الأربع عقود الماضية على الإنقسام والتشرذم ، سيروا ولا تنتظروا الآخرين ومن شاء اتباعكم أصاب وفاز ومن تخلف عن ركبكم فـلستم عليه بمسيطرين 

إن المد الصفوي والإحتلال المجوسي لسوريا خاصة وللمنطقة عامة لا يستطيع الوقوف في وجهه لا تحالفات غليونية ولا زيادية، لا مالحة ولا حلوة ، لا شرقية ولا غربية ، لا استانبولية ولا قاهرية ، لاقطرية ولا باريسية .. وأنّى لها أن يكون لها تأثير أو دور فاعل وهي العاجزة حتى عن تمثيل أنفسها أو تقديم رؤية أو حل واقعي للمأساة التي يعيشها الشعب السوري اليوم ، فــ " فاقد الشيئ لا يُعطيه" وجُل همها الوصول للسلطة والجاه.

 إن التحالف الوحيد القادر والمؤهل للوقوف في وجه هذا المد الهمجي هو تحالف قبائل "عيال السُنّة" وعشائر "أولاد عائشة" مع قيادة حكيمة واعية أثبتت نفسها على الساحة العملية ، قيادة تتمتع بالمصداقية والدعم الشعبي المتناهي قيادة تستطيع أن تتحمل العبئ الثقيل الملقئ على كاهلها لا لتطلعها لمنصب أو جاه فقد أعلنتها منذ عشرات السنيين في حربها العلنية والإعلامية ضد المجوس الأنجاس أن "هي لله .. هي لله" بل لإيمانها بواجبها تجاه هذه الأمة فـ" لا يفِلُّ الحديد إلا الحديد".  
 منذ مئات السنين نادت إمرأة في عامورية فلامس نداؤها نخوة المعتصم .. اليوم آلام الأطفال
 وآهات الثكالى ، الأموي المدنس بأحقاد أزلية ، ومآذن المساجد المهمدمة  وصفحات القرآن المحروقة تستصرخكم   .. فهل تلامس صرخـــــــاتها نخــــــــــوتكم ؟؟؟

يا عشائر سوريا والعرب .. لا تتطلعوا شرقاً ولا غرباً، لا شمالاً ولا جنوباً  تبتغون العزة والمجد استرشدوا ببوصلتكم واستلهموا قول عمر فاروقكم :" إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله "

يا عشائر سوريا والعرب .. لا تفرّقوا فتذهب ريحكم ، وحدوا صفكم خلف قيادة حكيمة وأجمعوا كلمتكم عليها فبعون الله ثم باعتصامكم خلفها تخرج بكم وبشعب سوريا الأبية والأمة من خلفكم وترسو بكم إلى بر الأمان ، هبوا للدفاع عن محارم الله ومحارمكم لإحياء أمجادكم ودعوا النخوات القبلية مدعاة الفرقة جانباً وكفاكم فخراً أنكم ...... " عيال السُنّة" و " أولاد عائشة ".  



أما والله الذي لا إله غيره  إن بقيتم على تشرذمكم و تآمرتم على شعبكم وتاجرتم بدماء شهداء سوريا وبعتم دينكم وأعراضكم بعرض من الدنيا قليل بتحالفات شخصية لمصلحة هذا الشيخ أو تلك القبيلة فستبوؤون بغضب من الله وسيلعنكم الناس والأمة والتاريخ .. وسيأتي اليوم الذي يُباعُ فيه أبناءكم في سوق نخاسي قُم وسيُتَمتّعْ ببناتكم وأخواتكم وتووسمون كما توسم مواشيكم  من قبل المجوس الأنجاس ... ويومئذ لن تبقى هناك لا هدلة ولا صبحة ولا وضحة ..  بل جُل ما يتبقى هو الخزي والعــــار والدمار.



كلمة أقولها ... لله ثم للتاريخ



.. بقلم حُرّة