أكتوبر 21، 2011

أعلامٌ في أمة .. وأمةٌ في أعلام

   الثورة السورية على مُفترق طرق



وقف هو ومن تبقى معه من أصحابه يتلقون الضربة تلو الضربة بعد أن قُتِل منهم الكثير وانفض من حوله أكثر ممن غرتهم الدنيا .. وتُهدّمت الأبنية من حولهم جراء القصف العشوائي الغاشم على مدينتهم من قبل كتائب المعتدين .. محاصرين ، متعبين أنهكهم الجوع والعطش بعد أن مُنِع عنهم الطعام والماء فباتوا يشربون من بئرهم القريب .

 بات ليلته حزينا مهموما حتى ولداه تركاه خوفاً من التنكيل بهما وانضما للمعسكر المعتدي.
دخل على أمه يتلمس حكمتها ويستشيرها في قبول الحوار المعروض عليه و .....

مهــــــــــــــــــــــلاً ... إن المشهد السابق ليس في تلبيسة أو الرستن ولا في الخالدية أو درعا أو ساحة العاصي قبيل رمضان الماضي ، وبطلنا ليس أحد الثوار السوريين ، والحوار المطروح ليس بين النظام الأسدي وأحد الثوار المعارضين .. ولكن لنرجع قليلاً بالزمن .. لمشهد مُشابه في المُلابسات ، مختلف في الزمان والمكان.

الزمان : سنة ثلاث وسبعين للهجرة
االمكان : مكة المكرمة .. خير بقاع الأرض
هو : عبدالله بن الزبير .. أمير المؤمنين الخليفة الثامن ، ابن حواري النبي صلى الله عليه وسلم
البئر القريبة : بئر زمزم
آلة القصف : المنجنيق
البناء المتهدم : الكعبة المشرفة .. بيت الله الحرام
الكتائب المعتدية : جيش الحجاج بن يوسف الثقفي .. عامل عبدالملك بن مروان
ولداه : حمزة و خبيب ابنا عبدالله بن الزبير
أمه : أسماء بنت أبي بكر الصديق .. ذات النطاقين

.. بعد أن حاصر الحجاجَ عبدالله ابن الزبير أمير المؤمنين والخليفة الشرعي الثامن ، في الحرم قريباً مِن سَبعَةِ أشهُر يَرميهِ بالمنجنيق ويقصف الكعبة حتى تهدّم بعض أجزاءها وتَفَرَّقَ عَنه ما يفوق العشرة آلاف رجل حتى ولداه حمزة وخبيب ... دخل عبدُالله على أُمِّه  يلُفُه الحزن والأسى لتخاذل الناس عن نُصرته وهو صاحب الحق، قائلاً :
" يا أمُّاه .. قد خذلني الناس حتى ولداي وأهلي ، ولَم يبقَ معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر مِن صَبر ساعة والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا؛ فما رأيك؟ (يقصد أن بني أمية يساومونه على أن يترك لهم الأمر ويوفرون له ما أراد مِن أمر الدنيا).

فأجابته ذات النطاقين  رضي الله عنها بكلمتها الشهيرة التي تجاوزت أفاق الزمان والمكان ، كلمة سُطرت في تاريخ العزة والكرامة لتكون نبراسا ونورا يُهتدى بها في أحلك الأوقات ظلمةً وأشد المواقف حيرة فقالت له  :

" يا بُنَي .. أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك ، إنْ كُنتَ تَعلَمُ أنّكَ على حَقٍّ وإليه تدعو فامضِ لَه فقد قُتِلَ عليه أصحابُك (ولا تُمَكِّن مِن رقبتكَ فيتلاعُبُ برأسِكَ غِلمانُ بَني أمية)
وإنْ كُنتَ إنّما أرَدتَ الدُّنيا فَبِئسَ العَبدُ أنتْ ، أهلَكتَ نَفسَكَ ومَن قُتِلَ مَعَك ، وإن كُنتُ على حقّ فما وهن الدين ،  وإنْ قُلتَ : كُنتُ على الحقّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابي ضَعفتُ فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُك في الدنيا؟ القتلُ أحسن!

 فقال عبدُالله يا أماه ، أخافُ إنْ قَتَلني أهلُ الشامِ أنْ يُمَثِّلوا بي ويَصلِبوني.
عندها قالت أسماءُ قولَتَها المشهورة : يا بُني لا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ ذَبحِها، فامضِ على بَصيرَتِكَ واستعن بالله.

فقال لها : هذا رأيي الذي قُمتُ به داعياً إلى يومي هذا، ما رَكَنتُ إلى الدُّنيا وما أحبَبتُ الحياةَ فيها وما دعاني إلى الخروجِ على القومِ إلا الغضبُ للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه ولكني أحبَبتُ أنْ أعلمَ رأيَكِ فقد زِدتِني بصيرة فانظُري يا أماه فإني مَقتولٌ في يومي هذا فلا يَشتَدَّنَّ حُزنُكِ وأنَشدَ يقول :
أسماءُ إنْ قُتِلتُ لا تَبكِني - لَم يَبقَ إلا حِسّي وديني - وصارِمٌ صالَبَتهُ يمني.

 ثم قالت له: إني لأرجو أنْ يكونَ عزائي فيكَ جميلاً، إنْ تقدَّمتَني احتَسَبتُكَ وإنْ ظَفِرتَ سُررتُ بِظُفركَ، اخرُج حتى أنظرَ إلامَ يَصيرُ أمرُكَ.

وتَرَكها وباتَ يُصلّي لَيلَته حتى أذَّن الفجر فصلى وحَرَّضَ أصحابَهُ على القتال فحملوا معه على قِلَّةِ عَددِهم فجاءته آجرة (لبنة من الطوب) فأصابَتُه في وَجهِهِ فارتعدَ لها وأدرَكَ أنَّها النهاية. فلمّا أحسَّ سُخونَة الدمِ على وجهِه وصدرِه قال : ولسنا على الأعقابِ تَدمى كُلومنا - ولكن على أقدامِنا يَقطُر الدّما (أي أننا نواجه الموتَ ولا نهرب خوفا). ثُمَّ سقطَ على الأرضِ فأسرعوا إليه فقتلوه، وعَلِمَ الحجاجُ فَخَرَّ ساجداً وحَزَّ رأسَهُ وأرسلها إلى عبد الملك بن مروان وصُلِبَ جَسَدُه.

قد يتساءل القارئ .. ما الهدف أو الفائدة المرجوة من سرد هذه القصة التاريخية فيما من المفترض أن يكون الحديث عن الثورة السورية   وتأتي الإجابة مسرعة بأن تاريخنا الإسلامي العريق كفانا مؤنة التخبط والوقوع في الحيرة عندما يشتد الخَطْب ، وإن الدارس لكتابنا ومنهاجنا القويم القرآن الكريم ليجد أنه يحثنا على التأمل في قصص من كان قبلنا لاستخلاص العبر واستلهام الطريق لأن من سنن الله الكونية أن يعيد التاريخ نفسه وتتشابه الأحداث والمواقف.
يُخبرنا الله عز وجل بأهمية استخلاص العِبر من القصص بقوله:} لَقَدْ كَان يُؤْمِنُونَ  {
ويوصينا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى بأهمية الإسترشاد بسنته العملية وسنة أصحابه بقوله : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ".

فلنتأمل ذلك الحوار التاريخي في محاولة لاستلهام العبر والإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر؟ العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع ال لاستلهام  العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر. لاستلهام  العبر و الإسترشاد بها لتنزيلها على الواقع المعاصر.
لقد بدأت أسماء بنت أبي بكر الصديق حوارها مع ابنها بـــ  أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك  
وقد كانت تعلم بما أوتيت من علم وهي التي تربّت في كنف النبوة أن عبدالله الخليفة الشرعي على حق في مقاومته للحجاج وصموده أمام جيشه المعتدي ولكنها آثرت أن تحيل الجواب عليه بــ " أنت أعلم بنفسك " كي توقظ في حسه مراجعة نفسه وتجديد نيته لله ، فالعمل لا يصعد إلى الله إلا بجناحي الإخلاص(وهذا منبعه النية) والصواب (أي على مُراد الله) وأرادت أن تسمع جوابه وذلك لأن تبعات هذا الجواب والمواقف التي تنبثق عنه يقع عاتق تحملها عليه وحده.

ولقد كان سؤال عبدالله بن الزبير أمه استئناساً برأيها وتوديعاً لها .. فهو على ثقةٍ تامةٍ ويقينٍ أنه على الحق وأنه إليه يدعو ، وأنه ما قام مدافعاً عن الحق لدنيا يصيبها أو لمركز يتقلده بل ما خرجِ على القومِ إلا لغضبه للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه .. ولم يكن ليتخلى عن حقه الشرعي بسبب تكالب المعتدي عليه ، ولا لتخاذل الناس له وانفضاضهم من حوله ولا لتقصيرهم عن نصرته .. لقد كان ابن الزبير قادر وهو الخليفة الشرعي أن يستعين بامبراطور الروم ويستنصره على عبدالملك بن مروان ولو طلب منه لأعانه ، ولكنه لم يفعل لأنه من قام لله يبتغي وجهه لا يطلب العون من سواه .. لقد صمد عبدالله ابن الزبير وقاتل ونافح عن حقه وهو يغلب عليه الظن أنه ميت لا محالة ، ولكنه قراره الذي اتخذه وموقفه الذي ثبت عليه لآخر قطره من دمه ، فهو الحر صاحب الدين الذي قال : " ولسنا على الأعقابِ تَدمى كُلومنا - ولكن على أقدامِنا يَقطُر الدّما "  

السؤال الذي يطرح نفسه .. هــــل خسر ابن الزبير بصموده وبمقاومته وبمقتله ؟؟  

لا والله .. لقد فـــــاز ورب الكعبة  .. لقد مات عبدالله ابن الزبير وحُزّت رأسه وصُلِب وسيظل التاريخ يذكره ويُعلي من شأنه كـــ "عــلم ٍ" صاحب الحق  الذي أخلص عمله لله فمات مدافعاً عن حقه فنال بإذن الله أعظم شرف .. جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقيين.

 وفي الجانب الآخر .. انتصر جلاده الحجاج بن يوسف الثقفي انتصاراً آنياً وتوج انتصاره بصلبه .. لكنه خسر وربُّ الكعبة .. وسيظل التاريح يذكره على أنه الظالم المعتدي الذي أراد بعمله الدنيا وسعى لها سعيهاا من طغيان وبطش وتنكيل .. فحسبه في الآخرة عذاب من الله عظيم.


 فالمعادلة في الإسلام للمدافع عن الحق سهلة لا لبس فيها .. إما النصـــر أو الشـــهـــادة.


لنحمل هذه القاعدة الذهبية ونحلق بها عالياً إلى سماء أخرى وزمن مختلف ..

الزمان : زمن الربيع العربي 2011
المكان : درعا ، حماة ، حمص ، دير الزور ، اللاذقية ، حرستا و...  التي ذكرها رسولنا الكريم فقال :"  يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام  ... تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام  " 
هم : الشعب السوري الأبي .. الذين قال فيهم خير البرية صلى الله عليه وسلم :"  إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم  "
آلة القصف : المدافع والدبابات والبارجات البحرية والطائرات
البناء المتهدم : المساجد والمنازل والمستشفيات و.. و..
الكتائب المعتدية : الأمن والشبيحة والجيش  .. عبيد بشار الأسد ونظامه الطائفي الظالم


.. لقد ثاروا بالملايين والغضب العارم يلُفُّهُم على كرامة قد هُدِرت وإنسانية قد نُحِرت وحرية قد سُلِبت ، وخرجوا نُصرةً لشباب قد قُتِّلت ونساء قد اغتُصِبت وأطفال قد يُتِّمت ، وانتفضوا دفاعاً عن شيوخ قد أُهينت  ومصاحف قد مُزِّقت ومآذن قد هُدِّمت .

وُصِفوا بالجراثيم والمخربين والمندسين والسلفيين والمسلحين والمتآمرين فلم يُثنيهم ذلك عن عزمهم شيئا.
   
حوصروا داخل مُدنهم وقُطِع عنهم الطعام والماء، جُرِحوا فمُنِع عنهم الدواء ، قُصِفوا بالمدافع والدبابات فتهدّم عليهم البناء ، قُتِلوا وتناثرت أشلاءهم فسُرِقت جثثهم وحتى الدفن لم يجدوا سلوى وعزاء.

 واجهوا أعتى آلات القمع والتنكيل والتقتيل بصدور عارية فأذهلوا العالم أجمع بشجاعتهم واستبسالهم ، رفعوا راية السلمية بوعى لا مُتناهي فوقف الداني والقاصي مشدوهاً بحكمتهم.

رفعوا رايــــات العزة والكرامة فضربوا المثل في التجرد والإخلاص عندما أعلنوا :" لا للسلطة ولا للجاه .. هي لله هي لله"

وكسروا جدار الخوف والهوان وقتما صدحوا : " المــــــوت ولا المـــــــذلة "

وسجلوا أروع الأمثلة في  التوكل حينما نادوا وأصواتهم تشق عنان السماء :"  مـــا لنــــا غيــــرك يا الله "

وهزوا عرش الطاغية وزلزلوا العالم بعدما أكدوا :" لن نــــــركع إلا لله "

ولقد نصرهم ربهم بأن ردهم إليه رداً جميلاً بعد أن كانوا قد ابتعدوا عن منهجه ، وبقتله الخوف في نفوسهم ، وبتثبيتهم وتوحيدهم فجمعهم على قلب رجل واحد يقول تعالى :  }لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{

ولكن .. وبعد مضي الوقت حدث شيء ما أفسد عليهم نقاء ثورتهم ، ففترت الهمم وملت النفوس فركنوا بمطالبهم للأمم المتحدة والمتفرقة بعد أن كان مالنا غيرك يا الله ، وطالبوا بالحمابة الدولية بعد أن كانوا يطالبون بالحمابة الإلهية ، واستعجلوا بالاعتراف بمجلس لا يُمثل توجهاتهم ولا فكرهم ويعارض مطالبهم وطفق أعضائه يتنازعون على السلطة والجاه بعد أن كانت هي لله هي لله ، وارتضوا مناشدة العالم واستجداء عطفه وهم يرون الحادثة تلو الأخرى التي تؤكد تخاذل العالم عنهم واحجامه عن نصرتهم بل وتآمره عليه. 

يقول الهادي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه ، و ليستق من غدره ، فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام و أهله  ".


إن الذي أخبر عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه " يتكفل بالشام وأهله " ليس الجامعة العربية .. ولا الأمم المتحدة .. ولا الناتو .. ولا الحماية الدولية .. إن الذي يتكفل " بالشام وأهله " هو الله .. ملك الملوك  .. هو الرب القادر المتصرف في شؤون عباده  الذي يقول للشيئ كُن فيكون ، فيقدم النصر حيناً ويُأخره حيناً لحكمة لا يعلمها غيره ، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.



ليعلم الشعب السوري المنتفض أنه يقف اليوم بثورته على مفترق طرق .. وأن مصيره تقرره مواقفه.

         استرشد الغربُ بالماضي فأرشده       ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه

 إن التاريخ يدعو الشعب السوري ويستحثه أن يستلهم قراره من ماضيه المجيد ومن مواقف أعلام الأمة كابن الزبير وأمه أسماء ذات النطاقين رضي الله عنهما  واسألوا أنفسكم ما سألته أسماء بنت الصديق :

إنْ كُنتَم تَعلَمُون أنّكَم على حَقٍّ وإليه تدعون فامضوا لَه واستمروا فقد قُتِلَ عليه أصحابُكم


وإنْ كُنتَم إنّما أرَدتَم الدُّنيا فَبِئسَ العَبيدُ أنتْم ، أهلَكتَم أنَفسَكَم ومَن قُتِلَ مَعَكم فتوقفوا وارجعوا لبيوتكم

 وإنْ قُلتَم : كُنا على الحقّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابنا ضَعفنا فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُكم في الدنيا؟ القتلُ أحسن!

فالقاعدة الذهبية أننا إن كنا على الحق وإليه ندعو فإما النصر أو الشهادة .. فنحن لسنا مُطالبين بالنتائج فهي على الله ، ولكن يُحاسبنا الله على نوايانا وعلى أعمالنا.



واسألوا أنفسكم .. هـــل خسر حمزة الخطيب وهاجر ؟؟
هـــل خسرت فاطمة كريم ؟؟
هــل خسر غياث مطر وإبراهيم القاشوش ؟؟  

لا ورب الكعبة ربحوا البيعة ... وسيظل التاريخ يذكرهم وتسطع أسماءهم كــ " أعلام " في تاريخ أمتنا وفي كتاب ثورتكم المباركة.

ولا تتخذوا الإثخان في القتل والبكاء على الأموات مطية للتخاذل أو الإنحراف عن المسار الحق بطلب العون من غير الله والإعتماد على سواه ، فالقتلى لاحزن عليهم فقد قضوا ونحسبهم شهداء و أحياء عند ربهم يُرزقون ، أما الخوف كل الخوف على الأحياء أن تزل قدمهم  ويخطؤوا في خياراتهم فيضلوا السبيل.
  
واعلموا أن الأمة الإسلامية بأكملها تتطلع إليكم  وتأمل في نجاح ثورتكم .. فقد أيقظتها حرارة هتافاتكم ، وبدأ الدم يتدفق في أوصالها بأول قطرة أُهرقت في حواريكم ، وانتعش قلبها وبدأ ينبض من جديد بحماسة حراككم .. فلا تقتلوا الأمل فيها بطلبكم العزة بغير الله فتذلوا وتذهب ريحكم.

أنتم الآن على مفترق الطريق ... فانظروا في أنفسكم ، جددوا نواياكم وأصلحوها خالصة لله ، واختاروا طريقكم واعلموا أن الحياة مواقف .. والمواقف هي التي تصنع الأًعْلام.

               كلمة أقولها .. لله ثم للتاريخ     
                                          .. بقلم حُرّة






هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف31/12/11 6:23 م

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف