سبتمبر 15، 2011

نخــــــــوات العشائر ... اليوم مدعاة فُرقـــة أم أداة عصـــمة ؟؟؟


مما هو متعارف عليه أن لكل قبيلة أو عشيرة نخوة خاصة بها تثير هممها وتشخذ عزائمها عند احتدام المعركة وعندما يعلو لهيبها دفاعا عن مضارب القبيلة والعشيرة ، إذكاءاً لحماسة أبطالها واستثارةً للنخوة الكامنة في النفوس لتحمل الأعباء ، كقول بعض القبائل  " ابشروا أنا أخو هدلة" ، " حنّا أخوة صبحة" أو "أنا أخو وضحة".

لقد كرم الله أهل جزيرة العرب إذ أخرج رسالته فيهم وبعث فيهم نبيه الهادي الأمين فانتشلهم من براثن الفرقة والاقتتال فيما بينهم وعلمهم ووحدهم ورباهم حتى تمكنت العقيدة من نفوسهم فانبثق من أرضهم نور الإيمان وتطايرت آثارهم في الآفاق شرقا وغربا تملأ الأرض عدلاً وسلاماً بعد أن كانوا أدوات في ساحة تجاذب إمبراطوريتي الفرس والروم.

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :"ويل للعرب من شرٍ قد اقترب" .. وأيُّ شر أنكى  وأفظع من إحتلال الدولة الصفوية بأحقادها التاريخية لدولة بني أمية.

يا عشائر سوريا والعرب  ... إن الإرث التاريخي والوطني الذي تحملونه على عاتقكم يُحتم عليكم  ويستصرخُكم  كي تنهضوا وتعودوا لقيادة المسيرة لتوحيد صف سوريا ثم الأمة ، فالعشائر بتركيبتها الإجتماعية وتقاليدها وأعرافها وقيمها وبنيتها التنظيمية وانصياعها لقياداتها تجعلها الوحيدة القادرة على قيادة المسيرة وسط مجتمع تربي خلال الأربع عقود الماضية على الإنقسام والتشرذم ، سيروا ولا تنتظروا الآخرين ومن شاء اتباعكم أصاب وفاز ومن تخلف عن ركبكم فـلستم عليه بمسيطرين 

إن المد الصفوي والإحتلال المجوسي لسوريا خاصة وللمنطقة عامة لا يستطيع الوقوف في وجهه لا تحالفات غليونية ولا زيادية، لا مالحة ولا حلوة ، لا شرقية ولا غربية ، لا استانبولية ولا قاهرية ، لاقطرية ولا باريسية .. وأنّى لها أن يكون لها تأثير أو دور فاعل وهي العاجزة حتى عن تمثيل أنفسها أو تقديم رؤية أو حل واقعي للمأساة التي يعيشها الشعب السوري اليوم ، فــ " فاقد الشيئ لا يُعطيه" وجُل همها الوصول للسلطة والجاه.

 إن التحالف الوحيد القادر والمؤهل للوقوف في وجه هذا المد الهمجي هو تحالف قبائل "عيال السُنّة" وعشائر "أولاد عائشة" مع قيادة حكيمة واعية أثبتت نفسها على الساحة العملية ، قيادة تتمتع بالمصداقية والدعم الشعبي المتناهي قيادة تستطيع أن تتحمل العبئ الثقيل الملقئ على كاهلها لا لتطلعها لمنصب أو جاه فقد أعلنتها منذ عشرات السنيين في حربها العلنية والإعلامية ضد المجوس الأنجاس أن "هي لله .. هي لله" بل لإيمانها بواجبها تجاه هذه الأمة فـ" لا يفِلُّ الحديد إلا الحديد".  
 منذ مئات السنين نادت إمرأة في عامورية فلامس نداؤها نخوة المعتصم .. اليوم آلام الأطفال
 وآهات الثكالى ، الأموي المدنس بأحقاد أزلية ، ومآذن المساجد المهمدمة  وصفحات القرآن المحروقة تستصرخكم   .. فهل تلامس صرخـــــــاتها نخــــــــــوتكم ؟؟؟

يا عشائر سوريا والعرب .. لا تتطلعوا شرقاً ولا غرباً، لا شمالاً ولا جنوباً  تبتغون العزة والمجد استرشدوا ببوصلتكم واستلهموا قول عمر فاروقكم :" إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله "

يا عشائر سوريا والعرب .. لا تفرّقوا فتذهب ريحكم ، وحدوا صفكم خلف قيادة حكيمة وأجمعوا كلمتكم عليها فبعون الله ثم باعتصامكم خلفها تخرج بكم وبشعب سوريا الأبية والأمة من خلفكم وترسو بكم إلى بر الأمان ، هبوا للدفاع عن محارم الله ومحارمكم لإحياء أمجادكم ودعوا النخوات القبلية مدعاة الفرقة جانباً وكفاكم فخراً أنكم ...... " عيال السُنّة" و " أولاد عائشة ".  



أما والله الذي لا إله غيره  إن بقيتم على تشرذمكم و تآمرتم على شعبكم وتاجرتم بدماء شهداء سوريا وبعتم دينكم وأعراضكم بعرض من الدنيا قليل بتحالفات شخصية لمصلحة هذا الشيخ أو تلك القبيلة فستبوؤون بغضب من الله وسيلعنكم الناس والأمة والتاريخ .. وسيأتي اليوم الذي يُباعُ فيه أبناءكم في سوق نخاسي قُم وسيُتَمتّعْ ببناتكم وأخواتكم وتووسمون كما توسم مواشيكم  من قبل المجوس الأنجاس ... ويومئذ لن تبقى هناك لا هدلة ولا صبحة ولا وضحة ..  بل جُل ما يتبقى هو الخزي والعــــار والدمار.



كلمة أقولها ... لله ثم للتاريخ



.. بقلم حُرّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق