سبتمبر 11، 2011

في إنطلاقتها الأولى

  

 
   ..  تنطلق لأول مرة وسط أحداث جسام تعم منطقتنا .. أحداث أعادت فتح دفاترها و ملأ محابرها بعد أن نضبت أقلامها لتخط سطور التاريخ من جديد ، تاريخ لطالما كتبناه بإبداعنا وإصرارنا وعزيمتنا ودمائنا .. فانطلقت أصداءه تعم مشارق الأرض ومغاربها خيراً وعدلاً وسلاماً .. إلى أن أصابنا الوهن والتقاعس والجهل و تَبَايَعْنا بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْنا بأَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِينا بِالزَّرْعِ  .. فأصبحنا خلال القرن المنصرم نُطِلُّ على خشبة مسرح التاريخ على استحياء من خلف الكواليس بعد أن أضحت سيناريوهاته تُكتب وتُحْبكْ بعيدا عن مشاركتنا أو أدني تدخل و تأثير من جانبنا .
كم صرّفتنا يَدٌ كُنـا نصرّفُهـا    
وبـات يملِكُنـا شعبٌ مَلَكناهُ

لقد عشقت في  طفولتي أبطال ملاحم من كانوا قبلنا ، وعشت مراهقتي أزدري شبابا خسروا هويتهم باستنساخ هوية غيرهم وبنسيانهم ماضيهم ، قال الشاعر فيهم   ..
 لا درَّ درُّ امرىءٍ يطـري أوائلَه         فخـراً ويُطرقُ إن سائلته ماهُوْ ؟

استرشد الغربُ بالماضي فأرشَدَهُ       ونحـنُ كـان لنا ماضٍ نسيناهُ


  وأضحى التطلع لمستقبل مشرق في شبابي هاجس وحلم بعيد المنال  كلما داعب مخيلتي أسكته بقراءة بعض الأسطر من كتب تاريخ زمن العزة و الكرامة وما أن أبدأ إلا ويعتصر قلبي ألما وتخنق الحسرة عبراتي فتختلط أحرفه بدمعي  .  
اللهُ يعـلـمُ مـا قَلّبتَ سيرتَهُـم
يومـاً وأخطـأَ دمعُ العينِ مجراهُ

أما اليوم ..  فبوادر الأمل تتجدد، وحلم الأمس لم يعد مُحالا ، فما أن نفضت الأحداث الغبار عن دفاترها ..  حتى تفجرت طاقات وامكانات كامنة كنت أظنها قد عُدمت من بين شجاعة ثائر وقصيدة لشاعر وفصاحة خطيب و شهامة تاجر وو...    
فأصابتني بالذهول وعجز لساني عن وصفها ..  وتسارعت الأفكار في عقلي حتى كادت تخنق شراييني من فرط تفاعلي ، فتحتم على اطلاق العنان لقلمي ليعبر عن خلجاتي فيهدأ فؤادي .
 وإنني أتمنى على الله أن أستطيع أن أشارك ولو بخاطرة أوفكرة أو كلمة  تدون فتكون ... لله ثم للتاريخ.

.. بقلم حُــرّة   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق